بكل
تأكيد فإن إرتفاع سقف الإستثمارات في البنوك العلمية و الذي يمتاز
بالضخامة العالية يجعل هذه السوق صعب الولوج من طرف المستثمرين الصغار و المتوسطين , و لكن في سوق
الفوركس يمكن للتجار الصغار و المتوسطين دخوله وذلك عن طريق شركات المتاجرة أو
السمسرة التي تقوم بدور الوساطة , و لا يتمحور عملها فقط في ذلك إذ توفر
للزبون إمكانية المتاجرة بنظام يسمي المتاجرة بالهوامش , فتقدم علي إقتطاع
مبلغ من المال الزبون كوديعة , و تلك الوديعة تكون بمثابة الضمان الذي تعوض
منه الشركة الخسائر في الصفقات الغير المربحة , بعكس التجارة المباشرة التي
يتم فيها النقل الحقيقي للمال .
إن أسلوب المتاجرة بالهوامش يمر عبر مرحلتين
أساسيتان هما فتح الصفقة و إغلاقها ، فإذا تنبأ المستثمر بإرتفاع سعر عملة
فإنه يقوم بشراء العملة الرخيصة تم ينتظر إلي حين إرتفاع سعرهها ليقوم ببيعها , و
بالتالي يكون شكل العملية علي الشكل الأتي : فتح الصفقة و ذلك عن طريق
شراء العملة، تم إغلاق الصفقة ببيع العملة , و نفس الأمر إذا تنبأ بهبوط سعر عملة
فان العملية تكون علي النهج المعاكس : فتح الصفقة المتمثل في ببيع العملة
المرتفع ثم إغلاق الصفقة و بعد ذلك شراء العملة الرخيص , و
بهذه الطريقة نجد إمكانية الربح في كتي الحالتين سواء الهبوط و الإرتفاع .
في الواقع لا يمكن الدخول لسوق الفوركس إلا عن طريق وسيط , حيث أن شركات
السمسرة هي من تلعب ذلك الدور , فتقوم بتقديم خدمات متعدد من بينها إطلاع الزبناء
بأسعار العملات و بشكل متواصل ، و تسهيل عملية إتمام الصفقات بإمكانية
تنفيذها من أي حاسوب إذ ليس من الضروري التواجد بالمكتب التجاري لإتمامها أو
للإطلاع عليها و مراقبتها .
إذ
يبرم الزبون مع شركة السمسرة عقداً تقوم بموجبه تنفيذ صفقات التي يأمر بها الزبون,
مع العلم بوجود إحتمال الخسارة و من أجل هذا يقوم البنك بأخد وديعة من عند الزبون
حتى تعويض الشركة خسارتها في حالة الصفقات الخاسرة , حيث يتغير حجم الوديعة بتغير
حجم الصفقة التي يأمر الزبون بتنفذها , أي أن في حالة خسارة للشركة يكون لزاما علي
الزبون تعويضها و ذلك التعويض يتم خصمه من تلك الوديعة , أما في حالة الصفقات
المربحة فإن تلك الوديعة تضاف إلي أرباح الزبون .
و بهذا ينحصر الواجب
الرئيسي لزبون هو إعطاء الأمر للشركة بإغلاق الصفقة المفتوحة حيث تقوم الشركة
بالمتاجرة بأموالها الخاصة , و إذا لم يقم بطلب إغلاق الصفقة الطويلة فهذا يعطي
الحق للشركة بإغلاقها و التي ترها الشركة أنها مواصلة في الخسارة. و من
الطبعي في هذه الحالة أن يخسر الزبون , و بما نه من النادر أن تتقلب أسعار العملات
بأكثر من اثنين في المائة فإنه من المستحيل ان يفقد الزبون كل وديعتة , و من أجل
هذا إذا تبين للبنك أو الشركة أن حجم الخسارة في الصفقة يمكن أن يفوق حجم الوديعة
يقوم هو بإجراء عملية غلق الصفقة دون إنتظار أمر من الزبون حتى لا تتعدي الخسارة
حجم الوديعة .