إن الإنطلاقة
الفعلية في التداولات الثنائية هي إختيار الأصل , فكما أشرنا في المقالة السابقة فإن هناك إمكانية
للمتداول في إختيار أصل أساسي واحد حسب ميوله , كما أن بإمكانه كذلك المجز بين
أصلين أو أكثر , فهذا الإختيار لا يجب أن يكون عشوائيا نظرا لأهميته , و لهذا فإن
المستثمر يستعين بقرارات أثناء إختياره للأصل .
إن من بين القرارات التي يستعملها
المتداول في إختيار الأصل تلك تعتمد علي المعرفة ففي حالت إمتلك المتداول خبرت واسعة في سوق الفوركس , فإن أول خيار المنطقي يتخده
هو تداول الخيارات الثنائية ذات الأصول الأساسية المكون من أزواج العملات , ونفس
الأمر ينطبق على المتداول الذي يمتلك خبرة كبيرة في تعامل سوق الأسهم , حيث يكون
الأصل الأساسي المنطقي الذي يتم تداوله في سوق الخيارات الثنائية هو أسهم الشركات
, أما إذا كان المستثمر تفتقر إلى المعرفة بأي من الأصول , ففي هذه الحالة
سيكون من الطبيعي أن يتم إختيار أحد الأصول التي تستهويه وتعلمه ردة فعل هذا
الأصل في مقابل مؤشرات السوق , و بالنسبة للمتداولين المبتدئين , فمن الأحسن لهم
أن يختاروا أصل واحد فقط في البداية ويتعلموا كل ما يتعلق به قبل أن يتجهوا
إلى نوع آخر من الأصول الأساسية .
كما يمكن للمستثمر أن يستعين بالقرارات
متعلقة بالسوق إذ أن في الواقع لا يوجد
سوقان متشابهان , وهذا عيني أن إختلاف أسواق الخيارات الثنائية المتاحة يؤدي إلي
إختلاف القرارات , لأن بعض الأسواق تكون أكثر حركية وسيولة وتقلب من أسواق أخرى ,
فإذا قمنا بمقارنة سوق العملات مع سوق المؤشرات على سبيل المثال فسنجد أن
سوق المؤشرات أقل تقلبًا من سواق العملات , إذ أن بعض الأسواق مثل سوق المؤشرات
يتميز بحركات سعرية أقل أهمية في فترات التداول العادية , ولا تُفرز تغييرات ضخمة
إلا في حالة وجود إضطرابات كبيرة في السوق , مع
العلم أن المتداولون المبتدئون يحققون أداءً أفضل في الأسواق الأكثر إستقرارًا
التي تتميز بسهولة قراءتها والتعرُّف عليها , في حين يُفضِّل المتداولون
الأكثر خبرة والمتمرسين الأسواق الأكثر ديناميكية التي تمكنهم من أرباح أعلى وتوفر
لهم تحديات أكبر وإثارة أكثر.